أعلام الأدب في الشرق والغرب
د. مصطفى محمود
الكتاب: القرآن
محاولة لفهم عصري
تاريخ
النشر: 1970 مكان
الإصدار: دار الشروق
- بيروت مستحيل معرفة
ذات الله وكنهه
.. ومستحيل رؤيته
لعين بشرية .. لإن
العين البشرية
لا تدرك إلا كل
ما هو محدود متناه
في المكان محصور
بالزمان .. والله
متعال على المكان
متعال على الزمان ليس كمثله
شيء. وفي آيات بديعة
يقدم لنا القرآن
هذه الحقيقة الأزلية.. ( عالم
الغيب والشهادة
الكبير المتعال)
( الرعد
– 9 ) (يجادلون
في الله وهو شديد
المحال) ( الرعد –
13 )
( ولله
يسجد من في السماوات
والأرض طوعاً
وكرهاً ) ( الرعد –
15 ) الكل يسجد
لله .. من لا يسجد
طوعاً يسجد كرهاً.
لإن الكل يجري
على سنن الله الطبيعية
التي أقامها ويخضع
لقوانينه التي
رسمها. قلب المؤمن
وقلب الكافر كلاهما
خاضع للقوانين
الفسيولوجية
التي أبدعها الخالق
.. كلاهما ينبض خاضعا
لنفس القوانين
وكذلك تنبض
كل خلية في كل جسد.
وفي ذلك يقول
القرآن: (أفغير
دين الله يبغون
وله أسلم من في
السماوات والأرض
طوعاً وكرهاً
وإليه يرجعون)
(آل
عمران –83) الكل أسلم
الأمر للقوانين
الإلهية التي
تجري على سننها
الحياة. ونعرف الآن
الكثير من هذه
القوانين مثل: قانون الضغط
الازموزي وقانون التوتر
السطحي وتماسك العمود
المائي والتوازن
الكهربائي والإيوني
في المحاليل
وقانون التفاضل
الكيميائي بين
هورمون وهورمون
فيكون الواحد
منهما حاكما على
الآخر وقانون رفض
الفراغ وقانون الفعل
ورد الفعل
والكثير غيرها
مما تجري الحياة
على وفاقها ويطيعها
كل مخلوق ويسلم
لها طوعا وكرها.
الله وقوانينه
قائم على كل شيء
من الذرة إلى الفلك
.. به وبقوانينه
تقوم الحياة
فهو (قيوم)
هو (الحي) الذي
به الحياة.
|