خلود المعلا

أمسك طرف الضوء

 

من أجواء الديوان

 

 

 

الشمس

لا أفرح بالشمس

لأنها تبدد غيمتي التي طالما انتظرتها

فأدرك أن الحياة زائلة

 

خريف

للمطر

للحياة

أولي قلبي

لكن الأوراق المتساقطة تباغتني

 

لون القهوة

لاحظت أن لون القهوة يصير جميلا

عند سقوط المطر

حتما

لا يجوز لي أن أحزن هذا الصباح

 

شيء من الحكمة

مقدر لي أن أحيا وحيدة

ولهذا

أستيقظ كل صباح بشيء من الحكمة

لأنني أشعر أن بإمكاني قول أي شيء

في أي وقت

يا لها من سعادة

 

نقاء

هناك

فوق القمم

تصغر كل الأشياء

ما أنقى الكون حين نعلو

 

تمن

سيأتي الشتاء أخيراً

فلأعد إلى البيت الآن

وأتهيأ

بوسعي أن أطلب أي شيء

حين تبكي السماء

 

اختناق

تحدث أشياء كثيرة

كبيرة وموجعة

تتلاحق

تتراكم

تخنق

لا أحد يلتفت

منشغلون بالذهاب والإياب

عرفت الآن لماذا تنهمر دموعي

 

مياه العطش

المياه التي تتدفق حولي لا مجرى لها

المياه التي بين يدي لا أراها

المياه التي تحيط بقلبي لا تروي

لا شيء يملأ المكان سوى عطشي

 

تحرر

لا أريد أن أملك الوقت

لا أريد أن أملك كل شيء

لن أبكي للنهايات

لن أتحرى الغيب

سأتحرر

أحيا لحظتي

ولا أبالي

 

حقيقة

حين يسقط المطر

أحلق

مأخوذة بالطبيعة

الأرض تصير حبة رمل

في الصعود

كل شيء يظهر على حقيقته

 

في الوقت الموعود

حين تمتلئ السماوات بالغمام

أهرع إلى الكون بكل ما لدي من محبة

قاطعة مرارة الحياة

وفي الوقت الموعود

أنثر قلبي رذاذاً على وجه الأرض

لتبتهج العيون

 

تنفس

من النهار إلى الليل

من الصيف إلى الشتاء

من الصخب إلى السكون

من الهجير إلى النعيم

كم هو رائع أن أعود إلي

لا أتوق إلى شيء سوى أن أتنفس

 

حفيف

العزلة التي أرويها بقصائدي عامرة

أراها تنير فضائي

تعلمني الكون كما ينبغي

ها هي بحفيفها تملؤني ألقاً

 

قبل النوم

أفتح باب الموج

تقبل كائنات بخطى مسرعة

بصمت ترقد جانبي

تضطرم محبتها

فأدخل سباتي

ولا أنام

 

يد الريح

بين ضلوعي أرى ظلالا تشب على أقدامها

يستفيق حنين

أحاول أن أقتفي أثره

أمسك طرف الضوء

وفي يد الريح

ألمح طرفه الآخر

 

ضوء

كي أبدد الوحشة

كي لا يبتلع الزمان ذاكرتي

كي لا أثقل الكون بأوجاعي

كي تعانق الشمس غمامها

أنصت إلى الحياة في كل خفقة

وأغتنم وجودي

 

مواجهة

أشتت الزمن

أزرع أوتاداً في أقدام الوقت

ليتسنى لي أن أعيش الحياة

بلا منازع

 

 

 

 

 

السيرة الذاتية للشاعرة خلود المعلا:

 

- خلود شاعرة من الإمارات العربية المتحدة

- درست الهندسة المعمارية في جامعة الإمارات

- نالت درجة الماجستير في إدارة المشروعات من المملكة المتحدة

- حصلت بعد ذلك على الليسانس في اللغة العربية من جامعة بيروت. أصدرت حتى الآن أربعة إصدارات شعرية:

1 – الديوان الأول (هنا ضيعت الزمن) صدر عام 1997.

2 – الديوان الثاني (وحدك) صدر عام 1999.

3 – الديوان الثالث (هاء الغائب) صدر عام 2003 عن الفارابي واتحاد كتاب الإمارات.

4 – الديوان الرابع (ربما هنا) في عام 2008 عن الفارابي.

 

- صدر لها أيضا (دون أن أرتوي) عن مجلة دبي الثقافية عام 2011 وهي قصائد مختارة.

- وترجم (دون أن أرتوي) إلى الإسبانية بنفس العنوان وديوان آخر بعنوان "سماء تستحق المطر" عن جامعة كوستاريكا وبيت الشعر الكوستاريكي وصدر الأول عام 2010 والثاني عام 2012 والترجمة للدكتور عمرو محمد السيد. كما صدر لها عام 2011 "دون أن أرتوي" بالتركية ايضا عن دار آرت شوب وترجمة ميتن فندقجي.

- حاليا تعمل رئيس الموارد البشرية بكلية التقنية العليا.

 

 


ذات الشاعرة خلود المعلا مرآة الحياة  .. بقلم عبده وازن