أمسية الشاعر الكبير عبد الله الهدية

 

في إطار برنامجها الثقافي استضافت مكتبة اليقظة العربية الشاعر الكبير عبد الله الهدية في أمسية شعرية قدم فيها عدداً من قصائده الجميلة وذلك مساء يوم الأثنين الموافق 7/10/2013، وقد بدأت الأمسية بكلمة للأستاذ زكريا أحمد عيد المستشار الثقافي للمكتبة شكر فيها الشاعر الكبير على تفضله بإحياء هذه الأمسية، وسرد بعض المعلومات عن ضيف الأمسية منها أنه عمل في مجالات تربوية وثقافية في التربية والتعليم والإذاعة والتلفزيون وفي الصحافة أيضا وشارك في العديد من المنتديات والمهرجانات الشعرية داخل الإمارات وخارجها، ويكتب قصائده بالفصحة وباللغة المحكية ( الشعر النبطي ) كما يكتب القصائد العمودية وقصائد التفعيلة وله عدة إصدارات منها (ابتسام العمر) و (إلى متى ؟) و (أين أنت؟) وغيرها.

كما يكتب عموداً أسبوعياً في صحيفة الخليج تحت عنوان (كلمات) يتناول فيها العديد من القضايا الثقافية والاجتماعية التي تهم القراء جميعاً.

وبدأ الشاعر أمسيته بقوله إنه ليس غريباً على مكتبة اليقظة العربية وكان له أكثر من نشاط ثقافي فيها منذ سنوات وإنه يسعده دائماً أن يلبي دعوة المكتبة للقاء جمهوره فيها.

وتحدث عن تحوله الآن إلى الكتابة الصحفية والتدريب والمحاضرات الثقافية ولكن يظل للشعر مكانته الأثيرة في نفسه.

وألقى الشاعر الكبير عدداً من قصائده الفصحى والنبطية لاقت استحساناً كبيراً من الجمهور ومن هذه القصائد مطولته (هذا سر مشكلتي) جاء في أبياتها الأولى:

 

أطلقت في مدك المحظور أشرعتي ...................  وجئت أحبو على أشلاء أمنيتي

لملمت بعضي على بعضي على أملي ................ كي أجمع الكل من أنقاض أزمنتي

جمعتني فارساً الساح تعرفني ........................  الروح سيفي وحلم العمر أحصنتي

وليت شطر الرؤى وجه البرق وما .................. بنيت من معنويات بأجنحتي

وطرت للنجم مقروناً بنافلتي ......................... حتى تجاوز حلمي حد أخيلتي

كحلت عيني بطلع المعجزات وقد ................... محوت ذكرى إيابي من فضا جهتي

راودت حلمي بأحضان الخيال ولا .................. خشيت من لعنة الأوهام سيدتي

مالي وللهم ليس اليوم يسكنني ....................... ولست أخشاك أنت الآن منقذتي

أنت التي سأواري فيك سوأته ....................... هذي الوعود أتت حلاً لمعضلتي

 

وكانت أبيات الختام:

 

تبكي الغيوم على حالي وتغمرني ................ بوصلها كلما سرحت أدعيتي

فتحبس الدار عني ثدي مرضعتي ............... ويشرب الناس من مزرابها هبتي

يا مخلف الوعد لا تصل الهوى أسفاً ............ بالله لا تسكن الأعذار في رئتي

جرحت لكن جرحي اليوم مختلف ............... لقد تعلمت من تكرار تجربتي

يا حاجب الشعر دون في سما بلدي ............. إن المروءات ومض من سنا صفتي

إن كان جيبي قاعاً صفصفاً فأنا ............ عزيز نفس وهذا سر مشكلتي

يا نفس لا تجزعي إن خيبوا أملي ......... هم السقام سأشفيهم بأدويتي

 

أما مطولته الثانية (أضاعوني) فقد بدأها بالأبيات التالية:

 

جلفار جئتك يا ملاذي ساعياً ............ أدعو وقد لبى الحجيج ورائيا

مطوفاً حول المآسي مرغماً ............. أمشي على وجع الليالي حافيا

أمشي وقد هد الزمان تصبري .......... واستوطن الجرح الندي كيانيا

أني التفت أرى الشخوص تلف بي .... ترثي كما أرثي الزمان ماضياً

جلفار يا جلفار إني مغرم ............... وهواك أتعب بالسهاد مناميا

 

وجاء في ختامها:

 

لا (الزير) أهداني قيادة جنده .......... كلا ولا (جساس) كان الحاميا

أواه كم أنا مثقل بتطلعي ............... أصبو وأرقب بالخيال مقاميا

سفني محملة بهم قضيتي .............. والهم بركان يذيب جباليا

لكنني رغم الرياح وعصفها .......... أمضي وإن كسر الجفا مجدافيا

متشبثاً بالعروة الوثقى فهل ........... من فاهم طبعي فيفهم حاليا

قسماً بمن رفع السماء وزانها ........ سأظل يا جلفار درعاً حاميا

الأم ثم الأم قيلت حكمة ............... وأنا حفظت بمقلتي أوطانيا

 

ثم جرى حوار بين الحضور والضيف الكبير حول بعض تفاصيل حياته وخاصة حضوره على مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتوتير، وفي ختام الأمسية قام مستشار المكتبة بتقديم شهادة تقدير للشاعر الكبير وألتف حوله الجميع في صورة جماعية.