الشاعر حبيب الصايغ

دواوين الشاعر: هنا بار بني عبس الدعوة عامة 1980 - التصريح الأخير للناطق باسم نفسه 1981 - قصائد إلى بيروت 1982 - ميارى 1983- الملامح 1986 - قصائد على بحر البحر 1993 - وردة الكهولة 1995 .

هنا بار بني عبس ـ الدعوة عامة

تشاغبني البيد في ذروة الوحدة العاقلةْ

وزوّادتي فوق ظهري

وعمري نفقْ

ظلامٌ تمدد في الوقت ثم احترقْ

ولا شيءَ حولي سواي

وظلّي يراودني عن نقائي الجريح

ويلفظ باقي الرمقْ..

وحديَ في البيد

كم تبعدين ديارَ بني عبسَ

كم تقربينَ من الحلم

إني اصطفيتكِ

إني اخترعتكِ

إني غرستكِ في القفرِ

قفرا جديدا

ألا إنه الرعبُ

تلك المضارب تبعد عن قدم البحر سبعين عاما

وتبعد عن مطلع الشمس

سبعين قرنا

ويومين...

هل أنتِ يا عبل وهمٌ..

هل أنت إلا الجنون المسافر في رمح عنترةٍ

تضاريس وجهكِ

ترسم خارطةَ الزمن الطفلِ....

ما أثمن النوق في عبس

ما أرخص النوق في عبس

هذا زمان الجياعْ

تجوعين يا عبل

لحم الجياع

وقود الحريق الذي سوف يأتي

 

شــراع

 

على ضفاف بحر الوقت مر، بغتة، شراعْ
واحتار فيه الناسْ:
قال الغريب انه خيوط عين الشمسْ
قال المغني انه البياضُ
واستدرجه نحو السماء قوسْ
وقالت المرأة: بل تشكيل موجٍ
هائج في الرأسْ.

 

البــذور

 

من بذور معتقة تتفتق تلك الحدائقْ
وتغدو حرائقْ
وتغدو مشانقْ
أين يكمن سر البذور
وقد حُمّل الوهم والوحْم
وأي طريق وزيتْ؟
أي محلٍ ومحوْ؟
أية إغفاءة
وأي سبات وصحوْ؟
أين يكمن سر البذور
تظل تدور، وتنأى بأنفسها وكأن اليقين
حشاشتها ودم النفس
لكنها تستحيل حرائقْ
وتغدو مشانقْ
ويحملها الحاطب العدمي على ظهره..
كلما ينحني، يتفتق عن بذرة جذعها
وعن بذرة أختها دمعها
كلما ينحني، ننحني
..... ....... ......
أين يكمن سر البذور؟