لا يجــوز السكــوت

 

حصة سيف

عن جريدة الخليج - الأحد ,20/06/2010

 

كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله، في “إلياذة غزة” لابد أن يتبناها الحقوقيون العرب، ويتبنوا رفعها أمام اللجان والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان أو حتى لمجلس الأمن ليسألوه ذات السؤال الذي سأله الشيخ محمد حين قال “مجلس الأمن ما بربك يجري ولماذا السكوت والانكسار”، فكيف لمجلس يدعي حفاظه على الأمن ويرى الحقوق تنتهك، والبشرية تصعق على مرأى ومسمع منه، ولا أحد يصيخ لهم سماعاً .

 

ومثلما قال سموه إن دعوى السلام من غير فعل هي أكذوبة وكيد وعار، فعندما يتعلق الأمر بقضية فلسطين وانتهاكات “الكيان الإسرائيلي”، تتعالى الأصوات الداعية إلى السلام، وحين يدافع أهل الأرض عن أرضهم، تتعالى أصوات التضليل التي تلصق بالأحرار المدافعين عن أراضيهم تهمة الإرهاب .

 

أي زمان نعيشه بتلك التناقضات؟ وهل ينفع الاستنكار والغضب أمام عجرفة الكيان “الإسرائيلي”؟ لابد لشعوب الدول العربية والإسلامية أن تهب للدفاع بالطرق المشروعة سواء بالدعم المادي أو المعنوي عن فلسطين المحتلة، كما لابد من التركيز على إيصال صوت الحق للمنظمات الدولية ووسائل الإعلام الغربية التي كشفت مؤخراً عن مدى عنجهية الكيان “الإسرائيلي” في ضرب الأسطول الأعزل .

 

وكي لا تكون ردة الفعل فقط تنديداً وتعبيراً عن رأي ساخط آني على ذلك الكيان، لابد أن يخطط الأفراد والمنظمات لردة فعلهم، ويستمروا في الأعمال المشروعة كرفع القضايا القانونية على مجرمي الكيان “الإسرائيلي”، والدفاع عن الحقوق التي تنتهك على أرض فلسطين المحتلة .

 

لابد من رفع الوعي بأهمية التعبير عن الرأي بكافة الأشكال، فلسنا أقل من أولئك الصهاينة الذين شرعوا بتسيير سفينة مقابل أسطول الحرية الذي دعا لكسر الحصار، لتحمل سفينتهم اسم شاليط للإفراج عن جنديهم الوحيد الأسير، فيما يحاصر مليون ونصف المليون في غزة منذ أكثر من أربع سنوات ولم نر أية ردة فعل من العالم، ولسنا أقل من أولئك الذين حملوا اليافطات وهتفوا باسم شاليط أمام وسائل الإعلام الغربية والعربية في عز نقل الفضائيات لتوابع العدوان “الإسرائيلي” على أسطول الحرية الأعزل . . فأين منهم يا أمة العرب أهل؟ . . وأين منهم معد وأين نزار؟ . . لا يجوز السكوت عما يعاني أهلنا وعيشهم لهيب ونار .