للعــراقييــن

 

 

لنبدأ بأنفسنا

 

لا احد يستطيع أن  ينكر بان العراق بلد ذو حضارة عريقة بل هو صاحب اعرق حضارة وهو مهد المدنية الأولى وان الشعب العراقي يستمد الكثير من خصائصه من تلك الموروثات الحضارية .

 

ولكن رحم الله من عرف أخطاء نفسه فقومها وهذا ما يحتاج إليه الشعب العراقي فلا فائدة من ذكر حضارتنا إن لم ننظر بشكل مستمر إلى أخطائنا ونقومها.

 

 

فلو نظرنا إلى تاريخ العراق، على الأقل الـ70 سنة الأخيرة فإننا سنلاحظ بأنه في معظم  مواقف من كان يسبب الأذى للعراقيين هم العراقيون أنفسهم بغض  النظر عن المسببات لكن الأذى المتسبب من عراقي كثيرا ما يتجه إلى عراقي. طبعا يؤلم أي عراقي  أن يرى تلك الحقيقة غير إن إنكارها ليس هو العلاج. في نفس الوقت وتلك صفة جيدة نجد أن العراقي غالبا ما يكون متأدبا ولطيفا مع غير العراقي ولكنه يكون العكس من أبناء بلدته، إنني لا أعمم لكن أرى هذه الصفات منتشرة بين أبناء شعبنا وكأنه لدينا دافع لإيذاء أنفسنا.

 

 

ما يعزز تلك الملاحظات هي مشاهداتي والغير شخصية عن قرب لعراقيين عاشوا  في الغربة سواء في الدول العربية أو الأوربية, من الطبيعي أن يتكاتف الناس في الغربة مهما كانت ميولهم الذاتية وهذا ما يحصل مع أكثر الشعوب وما يحصل نادرا مع العراقيين فالعراقيين هم وحدهم من يتجنب احدهم الآخر ويبتعد عنه وقد يتكلم عنه بالسوء أمام الغير أو يوشي به أو بأقل الأحوال يمتنع عن مساعدته وحتى إبداء النصح له.

 

المشكلة إن الكثير منا ينكر هذا الظاهرة وكنت من  بين من ينكرها, ولكن  عندما أمعنت النظر في الأمور وجدت بان تكرارها بهذا الشكل ليس صدفة ووجدت نفسي مندفعة إلى تأييد ما جاء به الدكتور على الوردي في  كتاباته حول الشخصية العراقية.

 

أما في الوقت الحاضر فمع الانفتاح الحاصل وانتشار التكنولوجيا الحديثة ووسائط الإعلام فأصبحت مشاكل العراقيين تعرض على الجميع ويتدخل فيها الجميع بدلا من أن يحلها العراقيين بينهم. جميع البلدان لديها مشاكل لكننا نحن الوحيدون من يتمتع بالتكلم بالسوء عن بعضنا أمام الغير.

 

نشتكي من العنف في العراق ومن أطراف خارجية ولكن فعلا  الكثير ممن يحمل وكان يحمل السلاح على العراقيين  هو عراقي. أليس  لدينا عقل وإدراك لنندفع وراء هذا وذاك وأليس لدينا المقدرة لإبقاء مشاكلنا في الداخل وحلها بأنفسنا وهل لا نملك زمام أنفسنا فنمسك ألسنتنا عن فضح أخطاء بعضنا أمام الغير؟

 

قد يرد البعض بان العراقيين معذورين لأنهم تعرضوا لفترات عصيبة, غير إن هذا ليس عذرا لاستمرار الخطأ فالعظيم هو الذي يستفيد من الصعاب ولا يعكسها على نفسه.

 

اعتقد بأنه لا سبيل لإصلاح حالنا إلا أن نبدأ من أنفسنا أولا واعني بأنه يبدأ فعلا كل شخص في مراجعة انفعالاته مهما يكون مصدرها تجاه الغير ويبدأ بالتحكم بها وحلها عقلانيا وبهدوء.

 

أيضا بان نبدل انفعالاتنا السلبية تجاه احدنا الآخر بالتفاهم قدر الإمكان ونحاول غرس المحبة و التعاون فيما بيننا.

 

فان الله لا يغير ما بقوم إلا إذا غيروا ما بأنفسهم.

 

 

زينب المختار

 


تعليقك