للشاعرة الإماراتية خلود المعلا

بمناسبة صدور"ربما هنا"

خلود المعلا تشدو بأبوظبي

 

أبوظبي: استضافت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث مؤخرا بالتعاون مع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي أمسية شعرية للشاعرة الإماراتية خلود المعلا بمناسبة صدور ديوانها الجديد ربما هنا عن دار الفارابي في بيروت والذي احتفلت بتوقيعه وسط حضور عدد من الأدباء والكتاب والشعراء والصحفيين.

وفي ورقته النقدية وتقديمه للشاعرة خلود المعلا قال الشاعر وليد علاء الدين - كما نقلت عنه جريدة "الاتحاد" الإماراتية -: إن خلود المعلا في قصائدها تنهل من معين لا أظنه ينضب، لأنها ببساطة تعيد صياغة ذاتها المتفردة في علائقها مع الكون بكل عوالمه وأطيافه في محاولة للإبقاء على تفرد هذه الذات وصقل كينونتها، أو لمنحها القوة وربما فقط من أجل هدهدتها ومنحها الطمأنينة والسكينة، لذلك فإن نصوص المعلا على الرغم ما تحمله من عمق تأتي دائماً طازجة بها ما قد نتخيله عن الروح من دفء وهدوء ونعومة.

ثم أضاف علاء الدين: في ديوان ربما هنا تحديداً تبدو الكتابة وكأنها طقوس صوفي مجاهد يحاول بعزم شديد أن يحتفظ بصفو روحه في مواجهة ضجيج مذهل يفسد عليه انسجامه، كما قال علاء الدين: تبدو نصوص ربما هنا لخلود المعلا وكأنها رسائل تؤكد بها الشاعرة لنفسها أنها ما زالت قادرة على المقاومة.

بعد ذلك قرأت خلود المعلا 22 قصيدة بدأتها بقراءة قصيدتها هكذا أحيا أسطورتي ثم أعقبتها بـ مسيرتي الجديدة لا جدوى هزيمة تليق بقلبي شاعرة غير استثنائية حرّة تماماً، خط العودة، بجناح واحد، قلق الذاكرة محيط من أرق، دون مبالاة محبتي دائمة هجرة سوداء شتاء الجسد، لغة البحر، وجع مستديم، بيضة، إبر وأخيراً طقوس.

وفي قصيدتها هجرة سوداء تقول:

 

من أين تأتي هذه الطيور السوداء

من البحر

أم من هذا الجبل الجاثم على صدري؟

وفي قصيدتها محبتي دائمة تقول:

ما زلت أحبه

ولأنني كذلك

أطلقت طيوره للفضاء

واكتفيت بالفراغ الذي خلفته.

أما قصيدتها وجع مستديم فتقول فيها:

كلما سقطت دمعة في الذاكرة

توجع القلب

توجساً

مما سيسقط غداً.

ومن قصيدتها "سماء تستحق المطر" نذكر:

لن أغلق نوافذي بعد الآن

سأرفع أسدال كعبتي

وأمضي قُدُما

غير آبهة بالنفوس القاحلة

هكذا أكشفني

أتبين ماتبقى من الجسد والذاكرة

أقرأني بصوت عال

أمرِّن حنجرتي على الشهيق

لأجتاز كسوف الذات

هكذا،

أكون أفضل مما مضى

وما سيمضي

هكذا أبدأ مسيرتي الجديدة

وأترك الفعل الماضي يطير خلفي أسرابا

والفجر فاتحة أمري.

منذ الآن

سأختصر العتمة

وأتدخل في تحديد مسارات الريح

لتتسع حقولي تحت سماء تستحق المطر

وأبلغ قمة الجبال النقية

أضيء شمسا في سماء العالمين.

 

 

 

 

ثمــة شيء

يجرحني عميقا أن أمشي على

أطراف أصابعي في وضح النهار

ثمة شيء في المكان يجعلني  أكثر هشاشة

إذا،

فلأسافر لبلاد شمسها رحيمة

ويسكنها المطر

لأركض بحرية خلف الغمام

لون القهوة

لاحظتُ أن لون القهوة يصير جميلا

في صباح يسقط فيه المطر

حتما،

لا يجوز لي أن أحزن هذا الصباح

شيء من الحكمة

مقدر لي أن أحيا وحيدة

ولهذا،

أستيقظ كل صباح بشيء من الحكمة

لأنني أشعر أن بإمكاني قول أي شيء

في أي وقت

يالها من سعادة!

خوف

في الهواء، هناك شيء يخيفني

وأكثر مايحزنني

أن أظل نائمة في الصباح وفي المساء

حين أقرر النهوض

أتخلص من أفكاري

لأعينني على المشي داخل الأسوار

قيظ في داري

يغمض بابي عينه كلما اشتد القيظ

الشجرة التي تظلله فقدت أوراقها

والشمس تحرق ماتبقى من ظلالي

في هذه الأثناء لا أثر للحياة

نوافذ داري هجرتها عصافيرها  

ولا أحد يطرق بابي

الفائت يمر بي كحبل من دخان

ألفه على جسدي

أصعد جبل روحي بصعوبة لأستحث الغيم

والقمة التي علمتني لغة الكون غيرت قاموسها

آه،

كم أتمنى أن يأتي الشتاء!

 

(مجلة نزوى- العدد 56)