شهادات على العراق

  شعر: عبد الرزاق عبد الواحد

 يا بلاد الدموع

للأسى....... للفِراق

للدماء التي سوف تَبقى تراق

أهملي يا دموع العراق

من ذُري كَرده منذ

تجري دموع الينابيع

تملأ أوجاع بيخال

حتى حديثة

توقظ حُزنَ النواعير

يا وَطنِ الدَمع

كلُ بيوت العمارة تبكي المرازيب فيها

و في الناصرية تبكي الشوطيءُ

يجري غِناء المغنين نهراً من الدمع

تنساب كل الدموع

وتشهق في كربلاءْ

يا بلاد الدماءْ

يا بلادَ الدموع التي لا تجفُّ

متى تغسلُ الشمسُ هذا البكاءُ؟

          *****

سلاماً أيها الوطن الجريحُ

متى من طول نزفكَ تستريحُ ؟

سلاماً أيها الوطن الجريحُ !

تشابكت النصالُ عليكَ تهوي

وأنت بكلِ منعطفٍ تصيحُ

وضج الموت في أهليك حتى

كأن أشلاؤهم ورق الريحُ !

سلاماً أيها الوطن الجريحُ

ويا ذا المستباحُ المستبيحُ

تعثرَ أهلهُ بعضٌ ببعض

ذبيحُ غاص في دمه ذبيحُ

وأدري... كبرياؤك لا تُدانى

يطيحُ الخافقانِ.. ولا تطيحُ

لذا ستظل تنزفُ دونَ جَدوى

ويشربُ نزفكَ الزمنُ القبيحُ !

سلاماً أيها الوطن الجريحُ

      *******

لزوم ما لا يلزم من الوجَعَ

خوفاً على قلبك المطعونِ من ألمي

سأُطبقُ الآن أوراقي على قَلمي

نَشرتُ فيكَ حياتي كلَّها عَلَماَ

الآن هبني يَداً أطوي بها عَلَمي

يا ما حَلمتُ بموتٍ فيكَ, يَحملُني

بِه ضجيج من الأضواءِ والظُلَم

أهلي، و صحبي، وأشعاري مُنثرة

على الجنازةِ ....... أصواتاَ بلا كَلمِ

إلا "عراق" تُناديني.... وها أنذا

أصحو بأناي بقاعِ الأرض كم حُلمي

فأبصر بأناي بقاعِ الأرض من حلمي

فأبصر الناس، لا أهلي.. ولا لغتي

وأُبصر الروحَ فيها ثَلمُ مُنثـــلم

أموت فيكم، ولو مقــطوعة رئتي

يا لائمي في العراقيـــين.. لا تلم!

انحب بألف لسان

 

بعد فراق أربعة أعوام.. وقفت على شاطئ الفرات في الرٍّقة، وبين جريان موجه ودموعي،

.. كتبت هذه الأبيات.. و بها بدأت قراءتي الشعرية هناك.

 

وقفت على أرض الفرات بأرضِكم

و عيناي فرطَ الوجد تنهملان

فقلت له يا ماءُ أبلغ تحيتي

إلى كلِِّ نفس في العراق تُعاني

وخذ دمعةً مني إلى كل نخلةٍ

تمرُّ بها وانحب بألف لسان

على كل غُصنٍ في العراق مهدًّل

و كل عزيز في العراق مُهان

ومُر بأحفادي، وقل قلبُ جدكم

يظلُ عليكم دامي الخفقـانِ

و سلم على أهلي وأنثر مدامعي

على وطني يا مُسرعً الجريان

سلاماً.. سلاماً.. بعد يوم وليلةٍ

ستشتاق حد الموت للفيضانٍ !